منتديات قوراية السياحية
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديات قوراية السياحية
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديات قوراية السياحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


العلم يبني بيوتا لا عماد لها و الجهل يهدم بيت العز و الشرف
 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 المسجد النبوي الشريف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهادي
المشرف العام
الهادي


عدد الرسائل : 1124
العمر : 66
الموقع : https://eductipaza.yoo7.com/
تاريخ التسجيل : 06/01/2009

المسجد النبوي الشريف Empty
مُساهمةموضوع: المسجد النبوي الشريف   المسجد النبوي الشريف Emptyالجمعة فبراير 24, 2012 10:01 pm

السلام عليكم هذه قصة المسجد النبوي


1- إن موضع المسجد النبوي الشريف كان محل تجفيف تمر ليتيمين من بني النجار في حجر أسعد بن زرارة.

فلما طلب النبي صلى الله عليه وسلم المكان اشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعشرة دنانير ذهباً ونبش ما كان في هذا المكان من قبور المشركين وسويت الخرب وقطع النخل الذي فيه ثم بناه صلى الله عليه وسلم أول ما بناه بالجريد وجعل أساسه أربعة أذرع من الحجارة وكانوا ينشدون أثناء بنائه:

(اللهم لاّ خير إلا خير الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة).

2- وهو أول مكان نزل فيه صلى الله تعالى عليه وسلم. فعندما وصل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم موضع مسجده بركت الناقة ووضعت جرانها على الأرض في مكان منبره الشريف فجاء زعماء الخزرج يتسابقون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وكل واحد منهم يقول يا رسول الله أنا أحق بأن تنزل عندي فيذكر قرابته و خؤولته فانسل أبو أيوب رضي الله عنه وأخذ الرحل من فوق الناقة وأسرع به إلى منزله فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ابتسم وقال: "المرء مع رحله".

3- ولما بنى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مسجده الشريف جعل رجالاً على زواياه ليعدِّل القبلة فجاءه جبريل عليه السلام وقال بيده هكذا فأماط كل جبل بينه وبين الكعبة ثم قال للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ضع القبلة وأنت تنظر إلى الكعبة وبعدما وضع القبلة قال جبريل بيده هكذا مرة أخرى فعاد كل جبل إلى مكانه.

بأي شيء بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده:

ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر عليه الشهر والشهران لم يوقد في بيت من بيوته نار للطبخ وإنما الطعام التمر والماء فقط، كما كان فراشه من أدم حشوها ليف وربما نام على الحصير فيؤثر في جنبه الشريف، وكان يخرج في غزواته على قل من الزاد ونقص في الراحلة إلى حد أن يتعاقب ثلاث من أصحابه على راحلة واحدة كما وقع في غزوة بدر، وربما جاءه الضيف فيمر على بيوته فلا يجد له طعاماً فيقول: منْ لهذا الضيف؟ فيبادر أحد أصحابه إلى أخذ الضيف إلى منزله فيقدم له القرى الكافي مؤثراً إياه على حاجته وحاجة أولاده للطعام، وكان يأتيه بعض أصحابه الراغبين في الخروج معه للجهاد في سبيل الله فيقول لهم:

" لا أجد ما أحملكم عليه " فيرجعون وأعينهم تفيض بالدموع حزناً لعدم وجود ما يقدرون به على الجهاد في سبيل الله.

فهل معنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم كان فقيراً عاجزاً حتى عن الحصول على ضروريات العيش ومتطلبات الجهاد؟ والجواب بالطبع لا بل هو اختيار من النبي صلى الله عليه وسلم وإيثار للآخرة على الأولى ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه لما بكى حين رأى الحصير أثر في جنبه الشريف وقال: يا رسول الله ألا نصنع لك فراشاً وذكر له ما عند كسرى وقيصر من الأسرة والأرائك. قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو كالمغضب: (يا عمر أولئك عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا) وهذه يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم ترفع عن زخرف الحياة الدنيا ومتاعبها القليل والزائل رغبة فيما عند الله من النعيم المقيم، وظهر هذا الترف السامي في تواضع عيشه وبيوته ومسجده، وحين خُيِّرَ بين البقاء في الدنيا إلى نهايتها وبين لقاء ربه اختار لقاء ربه.

ولم يرضَ صلى الله عليه وسلم وضع أقل زينة في بيوته، ولهذا لما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة دومة الجندل وجد أم المؤمنين ( أم سلمة ) رضي الله عنها بَنَتْ حجرتها - ولا أقول قصرها - باللبن وطينت سقفها بالطين لأنه كان يخر بالماء إذا نزل المطر، فلما رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم ذلك قال لأم سلمة لِم فعلت هذا؟ فقالت: يا رسول اللّه أردت أن أكف أبصار الناس فقال لها: (يا أم سلمة إن شر ما ذهب فيه مال المسلم البنيان).

وهذا لا يعني أنه حرم على الإنسان أن يتخذ لنفسه داراً لسكناه أو داراً يكتسب بكرائها فالكسب بالتجارة والإجارة حلال لأمته صلى اللّه عليه وسلم وإنما المراد تقبيح التطاول في البنيان والتفاخر بزخرفتها وتجميد الأموال في الحجر والطين حتى لا يستفيد منها قريب أو بعيد، وحتى تقام بهذه الأموال المشاريع الحية التي تفيد الأمة وتساعد في الرخاء. وقد بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده الشريف بالجريد والطين كما بنى حجراته الشريفة بنفس الشيء وترك مساحة كبيرة من المسجد رحبة غير مسقوفة، وكان ارتفاع مسجده في بنائه الأول خمسة أذرع وبعد فتح خيبر بناه ووسعه وجعل ارتفاعه سبعة أذرع كما تقدم.

قِبلته إلى الشام:

من خلال ما ذكرنا من وضع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لقبلة مسجده الشريف وهو ينظر إلى الكعبة، قد أحسَّ بأن قبلته كانت إلى الكعبة الشريفة عند قدومه المدينة وأنها حوّلت إلى بيت المقدس وعندئذ صار النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقلب وجهه في السماء ليجعل قبلته إلى بيت الله الحرام وقال اليهود بعد تحويلها: {مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا..} [البقرة: 142].

ولقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل بيت المقدس في الصلاة نحو ستة عشر شهراً بعد قدومه المدينة وكان محرابه إلى البيت المقدس في نهاية المسجد آنذاك من الشمال مقابل باب جبريل اليوم عند الاسطوانة الخامسة شمالي أسطوانة عائشة رضي الله عنها بحيث تجعلها خلف ظهرك وتسير إلى الشمال وتعد خمس أسطوانات غربي دكة الاغواث (خدام الحرم).

منبرُ النبي صلى اللَّه تعالى عليه وسلم:

كان النبي الصلاة والسلام يخطب يوم الجمعة إلى جزع نخلة في المسجد وكان الجزع بين مكان المنبر والمحراب أقرب إلى الأسطوانة المخلقة ولما شق على النبي صلى الله عليه وسلم القيام اتخذ منبراً يجلس عليه ويخطب. وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم أرسل إلى امرأة من الأنصار كان لها غلام نجار يقول لها: " انظري غلامك النجار يعمل لي أعواداً أكلم الناس عليها " فعمل هذه الدرجات الثلاث ثم أمر بها فوضعت في هذا المكان فأصبحت منبره الشريف في مكانه الدائم.

فلما تحوّل النبي صلى الله عليه وسلم بخطبته عن الجزع إلى المنبر قام الجذع حنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم مثل حنين الناقة التي فقدت ابنها وارتفع حنينه حتى أحزن الصحابة رضي الله عنهم فنزل إليه النبي صلى الله عليه وسلم واحتضنه وسارَّه بحديث: "إن شئت عادت إليك خضرتك ونضرتك و إن شئت دعوت الله أن يجعلك من غراس الجنة " فاختار الجزع أن يكون من غراس الجنة وسكت عن الحنين. ودفن هذا الجزع فيما بعد تحت المنبر من جهة القبلة.

وقد ورد في منبره الشريف أحاديث تدل على فضله، فقد روت أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قوائم منبري رواتب في الجنة " وهذا يعني أن هذا المنبر بذاته يعيده الله يوم القيامة على حاله فينصبه عند حوضه صلى الله عليه وسلم كما يعيد الله تعالى الخلائق يوم البعث.

وعن أنس رضي عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " منبري على ترعة من ترع الجنة " والترعة هي الروضة أو الباب أو الدرجة. وفي سنن أبي داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمه ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار أو وجبت له النار ".

وقد عرف الصحابة رضي الله عنهم لهذا المنبر فضله وأنه حظي بوقوف النبي صلى الله عليه وسلم.

ولما ولي الصديق رضي الله عنه الخلافة قام في خطبته على درجة المنبر الثانية تأدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يجلس على المنبر ويضع قدميه على الدرجة الثانية.

ولما ولي عمر رضي الله عنه الخلافة قام في خطبته على الدرجة السفلى ووضع رجليه على الأرض تأدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأدباً مع الصديق رضي الله عنه.

وهكذا يكون الأدب والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم و هكذا يكون التأدب أيضاً مع أصحابه رضوان الله عليهم. وفي عهد معاوية رضي الله عنه قام بكسوة المنبر الشريف بقبطية وزاد فيه ست درجات فاصبح تسع درجات ولم يزد فيه أحد قبل معاوية ولا بعده غير أنه جدد عدة مرات.

محرابه صلى اللَّه تعالى عليه وسلم:

عرفنا فيما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى قبلة بيت المقدس ستة عشر شهراً وأن مكان صلاته كان عند العمود الخامس شمالي أسطوانة عائشة وغربي ما يسمى اليوم (دكة الأغواث) وبعد تحويل القبلة إلى بيت الله الحرام حوله النبي صلى الله عليه وسلم من شمالي المسجد إلى جنوبية وصلى عند أسطوانة عائشة مدة شهرين أو أربعة شهور ، ثم تقدم إلى الاسطوانة المخلقة وصلى عندها أياماً وكان ذلك موقفه في الصلاة وفيه بني محرابه الشريف. وفي زيادة عمر رضي الله عنه قدم محراب الإمام إلى نهاية زيادته جنوباً، وفي زيادة عثمان رضي الله عنه وقف في محرابه العثماني الذي يقف فيه الإمام حتى الآن.

أساطين المسجد النبوي الشريف:

كانت أعمدة المسجد النبوي الشريف من الخشب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وورد أن أبا بكر الصديق رأى بعضها أكلته الأرضة فأبدله بأعمدة أخرى من الخشب، ولكن عمر رضي الله عنه غير أعمدة المسجد النبوي وبناها باللبن لأول مرة ولم يغير مكانها، وكذلك الخلفاء الذين جددوا ووسعوا المسجد النبوي الشريف بعده فلم يغيروا مكان أعمدته على مر الزمان مما ترك للمسلمين فرصة التعرف على مكان هذه الأعمدة وتوخي ما ورد في أمكنتها من فضل وبركة.

والصلاة في المسجد النبوي كله مضاعفة بألف صلاة فيما سواه غير أنّها في الروضة الشريفة معنىً وفضلاً زائداً على ذلك، وحيث إن كثيراً من أساطين الروضة الشريفة ارتبط بمناسبات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأطلق عليه اسم خاص يشير إلى تلك المناسبات ، وحيث إن الكثير من الصحابة ومن بعدهم من السلف كان يتحرى الصلاة عند تلك الأساطين التي لا يخلو ما أحاط بها من فراغ وهواء جوٍ من أن يكون لامس بدن النبي صلى الله عليه وسلم في مروره بينها وجلوسه عندها ، وبما أن أمكنة جلوسه صلى الله عليه عند هذه الأسطوانات وغيرها من أماكن المسجد النبوي كانت محلاًّ لنزول الكثير من الآيات القرآنية وورود الأحاديث النبوية وارتياد جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم.

لهذه المعاني كلها خصصنا باباً مستقلاً لهذه الأساطين وتركنا ما سواها، ولطالما ظل خلفاء الإسلام وسلاطين المسلمين وملوكهم يحرصون على إبقائها في أمكنتها ويكتبون عليها أسماءها كلما جدد بناء المسجد النبوي الشريف مما جعل هذه الأساطين معروفة في أماكنها وبأسمائها المكتوبة عليها إلى وقتنا هذا وإليك أسماءها مع ذكر ما حدث عندها من مناسبات:



1-أسطوانة عائشة رضي الله عنها:

وهي التي تلي أسطوانة التوبة من جهة الغرب وتقع هذه الاسطوانة في وسط الروضة الشريفة وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم مكانها مصلى بعد تحويل القبلة مدة شهرين أو ثلاثة ثم تحول إلى مكان مصلاه في نهاية جدار المسجد القبلي حيث هو الآن عند الأسطوانة المخلقة (أي المطيبة) فأصبحت هذه الأسطوانة خلفه، وكان عمر والصديق وأفاضل الصحابة رضي الله عنهم يفضلون الصلاة عندها وكان أفاضل أبناء المهاجرين من التابعين يعتادون الجلوس عندها ، حتى قيل لمجلسهم: مجلس القلادة. وسبب تسميتها بأسطوانة عائشة رضي الله عنها أن بعضاً من الصحابة رضي الله عنهم كانوا جلوساً عند عائشة رضي الله عنها ومعهم ابن أختها التابعي الفقيه(عروة بن الزبير) فقالت عائشة رضي الله عنها: إن في المسجد أسطوانة لو عرفها الناس لاستهموا على الصلاة عندها بالأسهم.

فسألوها عنها فأبت أن تعينها لهم ثم بعد قيامهم سارَّت ابن الزبير بشيء ثم قام واتجه إلى هذه الأسطوانة وصلى عندها. وكان بعض أولئك الصحابة يرقب ماذا سيفعل فلما صلى عندها جاؤوا وصلوا في مكانه فسميت هذه الأسطوانة بعد ذلك (أسطوانة عائشة) كما هو مكتوب الآن في أعلاها، كما سميت أيضاً بأسطوانة القرعة لرواية (لاقترعوا عليها بالسهام) وروى بعض التابعين عن زيد بن أسلم أنه رأى موضع جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الاسطوانة وأنه رأى بعد ذلك موضع جبهة أبي بكر الصديق دونها ثم رأى موضع جبهة عمر دون موضع جبهة أبي بكر رضي الله عنه عن الجميع مما يؤكد أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا يعرفان فضل الصلاة عند هذه الأسطوانة وقد ورد أيضاً أن الدعاء عندها مستجاب.

ومن المعلوم أن موضع جبهة النبي صلى الله عليه وسلم ثم جبهة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كان على التراب قبل أن يفرش المسجد بالبلاط.



2- اسطوانة الوفود:

وهي الأسطوانة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس عندها لوفود العرب القادمة عليه لكي تبايعه على الإسلام وهي التي وقع عندها نداء بني تميم من وراء الحجرات حيث نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: (يا محمد أخرج لنا نفاخرك) فأنزل اللَّه تعالى في شأنهم قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [الحجرات: 4-5].

وعند هذه الأسطوانة أيضاً قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ضمام بن ثعلبة وافداً عن بني سعد بن بكر فلما أقبل ووقف على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولم يكن يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا ابن عبد المطلب فقال له ضمام: محمد يا بن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة فلا تجدنَّ في نفسك، فقال صلى الله عليه وسلم: لا أجد في نفسي، قل عما بدا لك . فقال ضمام: أنشُدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئاً وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون معه؟ قال صلى الله عليه وسلم: اللهم نعم، قال ضمام: فأنشدك الله ألهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك الله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس؟.

فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم نعم، ثم جعل ضمام يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة وبالأسلوب نفسه، ثم قال في النهاية أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وساؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص ثم انصرف إلى بعيره راجعاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة " وكم عند هذه الأسطوانة حصلت مناسبات وكم جرى من حوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين وفود العرب كالذي وقع بينه وبين وفد نجران وغيره.



3- اسطوانة التوبة:

وهي الأسطوانة التي ربط فيها الصحابي الجليل (أبو لبابة) الأنصاري رضي الله عنه نفسه وظل فيها أسيراً وقال: والله لا أفك هذا الأسر عن نفسي حتى يتوب الله عليَّ ويحلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده . وقصة أبي لبابة هذه سببها أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عندما حاصر اليهود بني قريظة بعد غدرهم بعهده وانضمامهم إلى معسكر الأحزاب وطال عليهم الحصار وامتلأت قلوبهم من الرعب وضاقت الأرض بهم وجهلوا النكاية التي سوف تحل بهم طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليهم أبا لبابة رضي الله عنه لأنه كان حليفاً لهم قبل الإسلام لكي يتفاوض معهم فلما جاء إليهم أرسلوا الصبيان في وجهه يجأرون وصاحت نساؤهم مستعطفة لرحمته ثم حاولوا استغلال عاطفته فقالوا له: ماذا ترى؟ أننزل حكم محمد؟ فقال لهم: إن نزلتم على حكم محمد (وأشار بيده إلى حلقه) يعني سوف يذبحكم. فقال أبو لبابة فوالله ما تحركت قدماي حتى علمت أني خُنْت ورسوله فلم يعد إلي الرسول صلى الله عليه وسلم بل ذهب مسرعاً إلى المسجد النبوي وربط نفسه في هذه الأسطوانة.

فلما سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أما إنه لو جائني لاستغفرت له ". وبعد انتهاء حصار بني قريظة عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولا يزال أبو لبابة مستأسراً في ساريته فتأتيه بنته وتطلقه للصلاة وقضاء الحاجة ثم تعيده إلى أسره. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أما إذ فعل بنفسه ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه". فلما أنزل الله توبته على النبي صلى الله عليه وسلم وهو فيبيت أم سلمة رضي الله عنها، تقول أم سلمة: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السَّحَر يضحك، فقلت: مم تضحك يا رسول الله أضحك الله سنك؟ قال: " تيب على أبي لبابة ". فقالت أم سلمة: ألا أبشره يا رسول الله ؟ قال: بلى إن شئت فقامت على باب حجرتها(والحجاب لم يضرب بعد) وقالت: يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك. وهذا يعني أن دارها كان بابها مفتوحاً على المسجد فلما سمع الناس التوبة على أبي لبابة ثاروا إليه ليطلقوه من أسره، فقال: لا والله حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يطلقني بيده فلما مر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر أطلقه من الأسر.

وهذه الأسطوانة مكتوب عليها حتى الآن (أسطوانة أبي لبابة) وتعرف بالتوبة وتقع إلى الشرق من أسطوانة عائشة وهذه الأسطوانة أيضاً هي التي أسر النبي صلى الله عليه وسلم فيها ثمامة بن أثال سيد اليمامة حين جاء به الصحابة في سرية أسيراً فأكرمه النبي صلى الله عليه وسلم وكان يبعث إليه كل يوم بلبن عدة شياه فيشربه كله وكان ثمامة في أسره يراقب تصرفات المسلمين وأفعالهم فرأى من التقوى والمحبة والتعاطف والتواضع وكثرة العبادة ما لم ير في حياته فدخل في قلبه حب الإسلام وأعجب بأهله وأضمر في نفسه الدخول في الإسلام ولكن أنفة الزعامة والعزة جعلته يؤخر إسلامه إلى نهاية أسره ، وكان إذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم أسْلم يا ثمامة يرد عليه بقوله: يا محمد إن تنعم عليَّ تنعمْ على شاكر وإن تقتلني تقتل ذا دم . وفي اليوم الثالث من أسره أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاق ثمامة من أسره وقال له اذهب حيث شئت. فذهب ثمامة واغتسل وفاجأ المسلمين بإعلان إسلامه.

إن حكمة الأسر في المسجد لحكمة عظيمة حيث تمكن الأسير من معرفة الإسلام والوقوف على حقيقة أهله مما يدفع الأسير للدخول في الإسلام. هذا ما وقع لثمامة، وبعد أن أسلم أتى باللبن الذي كان يشربه كل يوم فلم يشرب منه إلا لبن الشاة الواحدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء وإن المؤمن يأكل في معي واحد".

وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي أكثر نوافله عند أسطوانة التوبة وتقع عن يمين حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ضمن أسطوانات الروضة الشريفة.



4- الأسطوانة المخلقة:

(أي المطيبة بطيب الخلوق): وهي الأسطوانة الملاصقة لمصلى النبي صلى الله عليه وسلم من جهة القبلة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها بعد تحوله عن أسطوانة عائشة رضي الله عنها ولكن هذه الأسطوانة اليوم متقدمة عن محلها الأصلي إذ محلها الأصلي عن اليمين الإمام إذا وقف في المصلى الشريف.

وروى يزيد بن عبيد أنه كان يجيء مع سلمة بن الأكوع إلى سبحة الضحى (أي صلاة الضحى) فيعمد سلمة إلى مكان الأسطوانة المخلقة ويصلي عندها سبحة الضحى ، فقال له يزيد: ألا تصلي في مكان آخر من المسجد؟ فقال له سلمة: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى هذا المقام ، وهذا الحديث مروي في الصحيحين وفي صحيح البخاري عن يزيد بن عبيد: "كنت آتي مع سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف - أي المخلقة - فقلت: يا أبا سلمة أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة، فقال: فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها ".

وفي صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع أنه كان يتحرى موضع المصحف يسبح فيه وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك. فرضي الله عن سلمة وجميع الصحب الكرام، فإن استطعت أيها المسلم أن تتحرى بصلاتك ونوافلك المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة فيه فافعل، ولكن احذر من أن تضر أحداً من الجالسين والقاصدين من الفضل مثلما تقصد حتى لا يتسبب ذلك في إحباط عملك.

وهذه الأسطوانة اليوم يرتكز عليها المحراب النبوي الشريف ومكتوب في أعلاها (الأسطوانة المخلقة) وسبب تسميتها بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليها نخامة فساءه ذلك فقام أحد الصحابة وحك النخامة وطيب مكانها بطيب يسمى الخلوق فسر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك واعتبر هذا أول تطييب للمسجد النبوي الشريف.



5-أسطوانة السرير:

وهي الأسطوانة التي تقع في مكان اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم وكان يوضع له عندها سرير وكان هذا السرير من جريد النخل وفيه السعف ولا تظن أنه أريكة وثيرة فإن ذلك من نعيم الدنيا الزائل الذي ترفع عنه النبي صلى الله عليه وسلم وفضل عليه نعيم الآخرة.

وتقع هذه الأسطوانة شرقي أسطوانة التوبة وليس بينها أسطوانة أخرى وهي اليوم ملاصقة لشباك الحجرة الشريفة، وأول من عمل حظيراً على الحجرة الشريفة السلطان قايتباي، وعندها كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقْرِعُ بين نسائه. ومن مكان اعتكافه عليه الصلاة والسلام هذا كان يعطي رأسه لعائشة رضي الله عنها وهي في داخل باب حجرتها لتسرحه وترجله كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح.



6- أسطوانة المحرس، أو الحرس:

وكانت تسمى أيضاً أسطوانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنه كان يجلس عندها حارساً للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يترك الحراس فلما نزل عليه قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]ترك الحراس حينئذ.

وترتيب هذه الأسطوانات: المخلقة عند المحراب، وأسطوانة عائشة خلفه إلى اليسار قليلاً، والتوبة على يسارها، ثم السرير عن يسار هذه، ثم الوفود خلف ذلك شمالاً ، ثم الحرس خلف الوفود، ومكتوب في أعلى كل واحدة اسمها.

وبداخل الشباك أسطوانات أخرى لا تمكن الصلاة عندها منها أسطوانة مربعة القبر، وأسطوانة التهجد وهي التي كانت في مكان تهجده صلى الله عليه وسلم من الليل.

باب عثمان رضي الله عنه:

وهو الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم وكان يعرف قبل هذه التسمية بباب النبي صلى الله عليه وسلم وأصبح يعرف بباب جبريل.

ومن الباب الذي عن اليمين المحراب دخل الأعرابي والنبي صلى الله عليه وسلم على منبره في خطبة الجمعة وقال: يا رسول الله هلكت الأموال والأنفس من القحط وقلة المطر فادع ربك ليسقينا. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه فخرجت سحابة من وراء سلع وليس بين المسجد وبين السلع بيت فغطت السماء فأمطرت ستاً (أي أسبوعاً) ثم دخل هذا الرجل نفسه ومن نفس الباب في الجمعة الثانية وقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل من كثرة المطر فادع ربك يرفع عنا المطر. فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " لو كان الشيخ هنا لقرت عينه" فقال أبو بكر رضي الله عنه كأنك تعني يا رسول الله قول أبي طالب:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهــه ثمال اليتامى عصمـه للأرامـل

يلوذ به الهلاك من أل هــاشـمٍ فهم عنده في نعمة وفــواضل

ثم قال صلى الله عليه: " اللهم حوالينا ولا علينا " فيقول راوي الحديث إن السحاب كان ينقشع ويميل مع يده صلى الله عليه وسلم حيثما أشار حتى أصبحت السماء صحواً.

توسعة النبي صلى الله عليه وسلم لمسجده:

وكان لا بد أن تعترض دور لتوسعة النبي صلى الله عليه وسلم مسجده ولا بد من انتزاع ملكيتها ويكون فيما اتخذه الرسول صلى الله عليه وسلم في انتزاع الملكية تشريعاً لأمته من بعده ومن ذلك أنه اعترضته دار لرجل من الأنصار قيل إنه(منافق ) قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " تتصدقُ بها على المسجد ولك بيت في الجنة " فأبى الرجل فجاءه عثمان بن عفان رضي الله عنه وجعل يساومه في داره حتى اشتراها بعشرة ألاف درهم ثم جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله اشتر مني البقعة فإني اشتريتها من الأنصاري بمثل ما كنت تريد شراءها به منه فاشتراها منه النبي صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة وهكذا تعودنا أن نقرأ عن عثمان رضي الله عنه الإنفاق في سبيل الله إلى حد اكتسب الجنة كما في هذه القصة وكما في تمويله لجيش غزوة العسرة (تبوك) وكما فعل في عيرة التجارة عام الرمادة وكما فعل في شراء بئر رومة وتصدق بها على المسلمين وجعل دلوه فيها كدلو أحد المسلمين. فيا أثرياءنا وأغنياءنا لكم في أصحاب رسول الله صلى تعالى الله عليه وسلم أسوة حسنة "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ".

وهكذا نرى الصديق رضي الله عنه دفع ثمن مكان المسجد الأول وعثمان رضي الله عنه دفع ثمن الزيادة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فرضي الله عنهما وعن عامة أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من وضع لبنة في بناء مسجده الشريف ثم دعا أبا بكر فوضع لبنة ثم دعا عمر فوضع لبنة ثم جاء عثمان فوضع لبنة ثم قال للناس ضعوا فوضعوا.

كيف وضع عمر القبلة في توسعته:

لقد كان الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم من السلف يحترمون قبلة المسجد النبوي ويرون أنها وضعت بالوحي فهي مسامتة للبيت الحرام ولهذا لم يقدم أحد من الخلفاء والسلاطين على زيادة المسجد من جهة القبلة بعد عمر وعثمان رضي الله عنهما.

ولما أراد عمر رضي الله عنه أن يضع مكان القبلة ويؤخرها إلى مكان جدار زيادته نادى الصحابة رضي الله عنهم ليشهدوا وضع قبلتهم فقال رجل من الصحابة -ولعله مسلم بن حباب - إنه سمع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يوماً وهو جالس في مصلاه يقول " لو زدنا في مسجدنا " وأشار بيده نحو القبلة فاخذ عمر رضي الله عنه رجلاً وأجلسه في المصلى ثم رفع يده باتجاه القبلة وجعل الصحابة رضي الله عنهم يخفضون يد هذا الرجل ويرفعونها حتى تيقنوا أنها استقامت على نحو ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مدوا حبلاً فوضعوا طرفه في يد الرجل ثم مدوه فلم يزالوا يقدمونه ويؤخرونه حتى رأوا أنه صار نحو إشارة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهكذا وضع عمر رضي الله عنه قبلة المسجد بهذا التحري الدقيق والحرص الشديد الذي لا يمكن حصوله بعد موت الصحابة رضي الله عنهم الذين حضروا وضع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لقبلة مسجده وشاهدوا إشارته بيده إلى جهة القبلة في الزيادة المؤملة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eductipaza.yoo7.com
 
المسجد النبوي الشريف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صور المسجد النبوي الشريف
» الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه
» أدعية مرتبة حسب ترتيب المصحف الشريف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قوراية السياحية :: بوابة الإسلام :: منتدى الاسلام-
انتقل الى: