آداب و فـوائـد الطعـــــام

اللهم صل على محمد وآله الأطهار

إبدأ بأكلِ الملحِ قبل المائدة
واختم ْ بهِ فكم بهِ من فائدة

فإنّه شفاء كلِّ داء ِ
يدفع سبعين من البلاءِ

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم :
(( .. عليك بالملح فإنه شفاء من سبعين داء أدناها الجذام والبرص والجنون))..

ومن أضراره أيضا ً : إن الإفراط في استعمال الملح يضعف بنيان الجسد العام ويجعل الجسم مستعدا ً للإصابة بالأمراض منهاء سوء التكلّس.

اللهم صل على محمد وآله الأطهار

في البسملـة

سمِّ على المأكول ِ في ابتداءِ
وفي الأخير ِ احمِدْ وفي الأثناءِ

من آداب المائدة ، إذا جلس الإنسان حولها ، عليه أن يذكر الله ويبدأ باسمه عز وجل قبل البدء بالأكل . وإذا فرغ وانتهى من الطعام عليه أن يشكر الله ويحمده. وفي ذلك ثواب عظيم وديمومة لنِعَم الله ورزقه ،
وقد حدثنا بذلك أهل البيت عليهم السلام فقد ورد :

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام :
(( يا علي إذا أكلت فقل ( الحمدلله ) فإن حافظيْكَ لا يستريحان من أن يكتبا لك الحسنات حتى تنبذه عنك )) .
والحافظان : هما الرقيبان اللذان يسجلان أعمال الإنسان .
قال تعالى : ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ )
وقال تعالى : (إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ )

وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام قال :
(( ما أتخمت قط وذلك لأني لم أبدأ الطعام إلا قلت ( بسم الله ) ولم أفرغ منه إلا قلتُ ( الحمدلله )).

وفي ثواب الأعمال بإسناه عنه ( الإمام الصادق عليه السلام ) عن آبائه عن أمير المؤمنين قال :
(( من ذكر الله على الطعام لم يسأل عن ذلك الطعام أبدا ً ))

قال أمير المؤمنين عليه السلام :
(( اذكروا الله على الطعام ولا تلغطوا فإنه نعمة من نعم الله ورزق من رزقه يجب عليكم فيه شكره وذكره وحمده )).

واللغط : هو الصوت المبهم الذي لا يفهم.

واكتف ِ بالمرّةِ فيما يتّحدْ
وسَمِّ عند كلِّ لونٍ إنْ يَرِد

إذا اتحد الطعام وكان شكلا ً واحداً فعلى الجالس أن يذكر اسم الله مرة واحدة وإذا تنوع وتعدد الطعام فيذكر اسم الله على كل نوع منه وإذا نسي ، يقول بسم الله على أوله وآخره ، فقد ورد عن الأئمة الأطهار عليهم السلام ما يؤكد ذلك .

قال أمير المؤمنين عليه السلام : (( ضمنت لمن سمّى على طعامه أن لا يشتكي منه )).
فقال ابن الكوَاء : يا أمير المؤمنين لقد أكلت البارحة طعاما ً فسميت عليه ثم آذاني ،
فقال عليه الصلاة والسلام : (( أكلت ألوانا ً فسميْتَ على بعضها ولم تسَمِّ على بعض يا لكع ))
واللكع : العبد الأحمق اللئيم ، وأكثر ما يستعمل في النداء ويراد به الذم.

عن الصادق عليه السلام :
(( إن من نسي أن يسمّي على كل لون فليقل : بسم الله على أوله وآخره))

وعنه عليه الصلاة والسلام قال :
(( إذا وضع الخوان فقل (بسم الله ) فإن أكلت فقل ( بسم الله على أوله وآخره)) فإذا رفع فقل ( الحمدلله ) ))

والخوان : الذي يؤكل عليه ، ويقال له السُّفرة أيضا ً.

ومن آداب الطعام والمائدة أيضا :
إذا جلس أحدنا على المائدة فليجلس جلسة العبد ولا يضع احدى رجليه على الأرض ويتربع فإنها جلسة يبغضها الله ويمقت صاحبها وإذا ذكر اسم الله باركت له الملائكة وأبعدت عنه الشيطان .

اللهم صل على محمد وآله الأطهار

في غسـل اليدين

ويستحبُّ الغسلُ لليدين ِ
قَبْلاً وبعداً تغسل الثنتين ِ

فإنّ فيه ِ مَعَ رَفْعٍ الغَمَر
زيادة العمرِ ونفي الفقر

غسل اليدين قبل الأكل وبعده ضروري جدا ً ( وهذا ما يقرّه العلم الحديث) وذلك لأسباب كثيرة منها الصحية حيث إن الغسل يزيل الأوساخ العالقة باليدين ، ومنها المعاشية حيث يوسع في الرزق وينفي الفقر والهم وكذا يفيد البصر.
وقد ورد عن أهل البيت سلام الله عليهم ما يؤكد ذلك .
فقد روي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
(( غسل اليدين قبل الطعام ينفي الفقر وآخره ( بعد الطعام ) ينفي الهم )).

وجاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
(( من غسل يده قبل الطعام وبعده بورك له في أوله وآخره وعاش ما عاش في سعة وعوفي من بلوى في جسده )).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
(( الوضوء ( غسل اليدين ) قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي الهم ويصحح البصر )).

وجاء في الخصال بإسناده عن الإمام علي عليه السلام في حديث الأربعمائه كلمة قال :
(( غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في الرزق وإماطة للغمر عن الثياب ويجلو البصر )).

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال :
(( الوضوء قبل الطعام و بعده ينفي الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد وعاش ما عاش في سَعة.. )).
وجاء أيضا ً :
(( .. عن الصادق عليه السلام قال : الوضوء قبل الطعام وبعده يزيد في الرزق )).

ويستحب بعد الانتهاء من الطعام لعقُ اليد من الغمر قبل غسلها . وقد أكد ذلك أهل البيت عليهم الصلاة والسلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
(( إذا أكل أحدكم فلا يمسَحَنّ بالمنديل حتى يَلعقها أو يُلعقها )).
وجاء أيضا عنه صلى الله عليه وآل وسلم قال :
(( .. وإن الملائكة تصلي على من يلعق أصابعه في آخر الطعام )).

وامسَحْ أخيراً بنداوة اليد ِ
عينيك والوجه لدفع الرمدِ

والجلب للرزق وإذهاب الكَلَفْ
وامسحْ بمنديلٍ إذا لم يكُ جَفْ

الكَلَفْ: نمش يعلو الوجه أو حُمرة كدرة تعلو الوجه ، أو البهق.

يقول : إذا غسل أحد يديه بعد الأكل عليه أن يمسحَ بنداوة اليدين عينيه ووجهه ثم يمسح رأسه ، ففي هذا فائدة صحية وهي الأمان من الرمد ودفعه عن العين والاتيان بالرزق ، وقد جاء ما يؤكد ذلك عن أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ، فقد جاء :

روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم (( أنه كان يغسل يده من الغمر ثم يسمح بها وجهه قبل أن يمسحها بالمنديل ثم يقول : اللهم اجعلني ممن لا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ))..

وعنه صلى الله عليه وآلـه وسلم قال :
(( إذا توضأت بعد الطعام فامسح عينيك بفضل ما في يديك ( من الماء ) فإنه أمان من الرمد )).

وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من غسل اليد بعد الطعام مسح بفضل الماء الذي في يده وجهه ثم يقول :
(( الحمدلله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء صالح أولانا )).

وعن الإمام أبو عبد الله ، جعفر الصادق عليه السلام قال :
(( الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر ويزيد في الرزق )).

فإنَ هذا بخلافِ الأوّلِ
أتى به النهيُ عن التمندلِ

يقول : إذا غسل أحد قبل الطعام يستحسن أن لا يمسح يديه بالمنديل و إذا غسل بعد الطعام مسح يديه ، وقد وردت نصوص عن أهل البيت عليهم السلام تؤيد ذلك .
فقد ورد عنهم عليهم السلام : عن ... قال :
(( رأيت أبا الحسن عليه السلام إذا توضأ قبل الطعام لم يمسّ المنديل وإذا توضأ بعد الطعام مسّ المنديل )).

عن صفوان الجمال قال :
(( كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فحضرت المائدة فأتى الخادم بالوضوء فناوله المنديل فعافه ( تركه ) ثم قال : منه غسلنا ))

واعلم عزيزي القارئ أن غسل اليدين قبل الأكل فيه أجر عظيم وكفارة للذنوب ، فقد أكد أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ذلك .

فقد روي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
(( اغسلوا أيديكم قبل الطعام فإنه كفارة الذنوب كلها وكتب الله له بكل آية في القرآن عبادة ...)).

اللهم صل على محمد وآله الأطهار

الأكـــــل باليد اليسـرى

والأكل ُ والشرابُ باليسارِ
يُكرَهُ إلا عند الاضطرار

واستثنى الرمانُ منها والعنب
فالأكلُ باليدين ِ فيهما أحبْ

يقول : يُكره الأكل والشراب باليد اليسرى مع عدم العذر ، وذلك لأسباب صحية على الأرجح ويجوز استعمال اليسرى في الحالات الاضطرارية ، كأن تكون اليمنى مصابة أو هناك أكلة لا تؤكل إلا باليدين معا ً.
فقد ورد ما يؤكد ذلك عن طريق أهل البيت سلام الله عليهم ، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام : (( أنه كره أن يأكل بشماله أو يشرب بها أو يتناول بها )).

محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن جراح المدائني قال :
(( كره أبو عبدالله عليه السلام أن يأكل الرجل بشماله أو يشرب بها أو يتناول بها )).
وجاء :
(( نهى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أن يأكل الإنسان بشماله )).

قال الإمام الصادق عليه السلام :
(( لا تأكل باليسرى وأنت تستطيع )).

نعم لو كان له مانع ذلك فلا بأس (( باستعمال اليسرى)).

وقد استثنى في المأكولات الرمان والعنب من أكلهما باليمنى فقط ، فلا ما نع من أكلهما بكلتا اليدين معا ً فهو أحب وأهنأ.

فقد ورد عن أبي عبد الله الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
(( شيئان يؤكلان باليدين الرمان والعنب)).

أما في الوقت الحاضر فهناك كثير من الناس لا يلتزمون بذلك ، كثيرا ً من الفاكهة حاليا ً لا تؤكل إلا باليدين معا ً كالبرتقال والليمون والموز .

اللهم صل على محمد وآله الأطهار

الأكـل حالـة الشبع

ويُكره الأكل على الشبع إذا
لم يؤذِ والمحظور ما فيه أذى

المحظور : أي الممنوع
يقول : إن الأكل حالة الشبع مكروه ومضر للجسم لأنه يولد التخمة واضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي وغير ذلك .

أما إذا كان المأكول لا يؤذي فلا مانع منه كالحلوى والفاكهة أو المشروبات التي تساعد على الهضم وإن كثرة الأكل مكروهة .
فقد ورد عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ما يؤيد ذلك.

عن الإمام الصادق عليه السلام قال :
(( الأكل على الشبع يورث البرص )).
وقال عليه السلام :
(( كثرة الأكل مكروهة )).
لأنها تذهب ضياعا ً وتسبب آلاما ً.

عن أبي جعفر عليه السلام قال : (( إذا شبع البطن طغى ))

وفي وصية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين الإمام عليه عليه السلام قال :
(( يا علي أربعة يذهَبْنَ ضياعا ً : الأكل على الشبع .... )).
قال أبو الحسن عليه السلام : (( إن الله يبغض البطن الذي يشبع )).

اللهم صل على محمد وآله الأطهار

الأكل أثناء المشي

والأكلُ مشيا ً ومعارضا ً نقل
على البيان ِ للجوازِ قد حمل

فعل النبي مرة في الزمن ِ
في كسرةٍ مغموسة ٍ باللبن ِ



معارضا ً : مناقضأ
ً الكسرة : القطعة المكسورة من الشيء ومنه الكسرة من الخبز .

يقول : الأكل أثناء المشي غير مستحسن وقد عورضت هذه الظاهرة إلا عند الضرورة فإنه جائز ، وقد فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مرة واحدة بقطعة خبز اللبن أثناء خروجه للصلاة .

قال الصادق عليه السلام : (( لا تأكل وأنت تمشي إلا أن تضطر إلى ذلك ))
(( .. خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الغداة ومعه كسرة قد غمسخا في اللبن وهو يأكل ويمشي وبلال يقيم الصلاة فصلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالناس )).

وقد ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يأكل أثناء المشي.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : (( لا بأس أن يأكل الرجل وهو يمشي ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعل ذلك )).

هذا يدل على أنه محمول على بيان الجواز ، فإن الأكل أثناء المشي جائز عند الضرورة وأحيانا ً لا يستحسن لعدم الضرورة.

ويكره الأكل في السوق فهو ذلة وخسة ، فقد ورد ما يؤكد ذلك .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(( الأكل في السوق دناءة ))

وسئل أبو الحسن عليه السلام عن السفلة ، قال : (( الذي يؤكل في السوق )).

وفي كراهة المشي ورد عن أبي عبدالله عن آبائه عن علي عليهم السلام :
(( لا بأس بأن يأكل الرجل وهو يمشي )).

اللهم صل على محمد وآله الأطهار

الأكل حالة الاتكاء

والاتكاءُ حالة الأكل ِ اترك ِ
ما أكلَ النبيُّ وهو متكي

وابنُ اليسارَ وهو بعض العُمَدِ
روى جواز الاتكا على اليد

يقول : من آداب المائدة أنه لا يُحبِّذ الاتكاء أثناء الأكل لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما أكل متكئا ً قط حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى ، أما ابن اليسار وهو من أجلاء أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام روى جواز الاتكاء على اليد أثناء الأكل ، فقد ورد :

.. عن علي عليه السلام قال : (( وما أكل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم متكئا ً قط حتى فارق الدنيا .. )).

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (( ما أكل رسول الله متكئا ً منذ بعثه الله عز وجل نبيا ً حتى قبضه إليه متواضعا ً لله عز وجل )).

وصحّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
(( لا آكل متكئا ً وقال إنما أجلس جلسة العبد .. )).

عن ... قال :
(( سأل ... أبا عبد الله عليه السلام وأنا حاضر فقال هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل متكئا ً على يمينه وعلى يساره ؟
فقال الصادق عليه السلام : ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئا ً على يمينه و لا على شماله ولكن كان يجلس جلسة العبد )).

عن .. قال :
(( سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئا ً قط ولا نحن )).

ونهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (( أن يأكل الإنسان بشماله وأن يأكل و هو متكئ )).

عن عمر بن أبي شعبة قال :
(( ما رأيت أبا عبد الله عليه السلام يأكل متكئا ً ، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ما أكل متكئا ً حتى مات )).

وكذلك يجوز الاتكاء على اليد وهذا ما رواه ابن اليسار ، فقد ورد ما يؤيد ذلك.

عن .. قال :
(( رأيت أبا عبد الله عليه السلام يأكل متكئا ً )).

قال أبو الحسن عليه السلام : (( هات طعامَك .. ثم اتكى على يساره بيده على الأرض وأكل بيمينه )).

هذا يدل على جوازه وعدم تحريمه ، ويقول صاحب هذا الكتاب الشيخ محمد علي الأعسم :
وقد امتنع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن الاتكاء لأنه كَرِه أن يتشبّه َ بالملوك والجبابرة والطواغيت ، ولكنه لم ينه عنه ولم يفعله ، أي لم ينه عنه لفظا ً وإن كان يتركه فعلا ً.

اللهم صل على محمد وآله الأطهار

الاستلقاء بعد الأكـل

وبعده استلق على قفاكا
ضَعْ رجلَكَ اليمنى على يسراكا

وبعده ، أي بعد الأكل وخاصة الغداء عند الظهر
يقول : بعد الانتهاء من الأكل يفضّل ويستحسن أن يستلقي الإنسان على قفاع وأن يضع رجله اليمنى على اليسرى .

ويعود ذلك على الأرجح لأسباب صحية أهمها سرعة الهضم وراحة الجهاز الهمضي.

وقد قيل في المثل : (( تَغَدَّ و تَمَدَّ )).
وقد ورد ما يؤكد ذلك عن طريق أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام .

فقد جاء عن أبي الحسن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام قال :
(( إذا أكلت َ فاستلقِ على قفاك وضع رجلَك اليمنى على اليسرى )).

(( ... رأيت أبا الحسن عليه السلام إذا تغذى استلقى على قفاه وألقى رجله اليمنى على اليسرى )).

اللهم صل على محمد وآله الأطهار

الأكل مما يلي الإنسان



والأكلُ مما لا يليكَ اجتَنب ِ
فيما عد الثمار مثل الرطبِ



يقول : إن من آداب المائدة هو أن يأكل الإنسان مما يليه ولا يتناول من بين يدي جلسائه ، إلا إذا كان المأكول من التمر أو الرطب أو الحلوى فلا مانع ،
وقد ورد عنهم عليهم السلام ما يؤيد ذلك ، فقد جاء :

(( وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أكل سمى .. ومما يليه و لا يتناول ما بين يدي غيره .. ))

عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(( إذا وضعت المائدة بين يدي الرجل فليأكل مما يليه و لا يتناول من بين يدي جليسه و لا يأأكل ذروة القصعة (من أسفلها) فإن من أعلاها تأتي البركة )).

و عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال :
(( و يأكل كلُّ إنسان مما يليه ولا يتناول من قدام الآخر شيئا ً )).

وجاء أيضا ً : ((قال صلى الله عليه وآله وسلم إذا وضعت المائدة فليأكل أحدكم مما يليه )).

من كتاب النبوة عن علي عليه السلام قال :
(( وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أكَلْ أكَلَ مما يليه ..)).

أما إذا كان المأكول تمرا ً أو رطبا ً أو حلوى فلا بأس بتناولها وإن كانت بين يدي الآخرين ، فقد جاء من كتاب النبوة عن علي عليه السلام قال :
(( .. فإذا كان الرطب والتمر جالت يده ( يد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم) )).

جالت يده : أي أخذت من كل جانب .

اللهم صل على محمد وآله الأطهار

ترك العشاء

والتركُ للعشاء يفسدُ البدن
لا سيما لو كان شيخا ً قد أسن

وليلة ُ السبت ِ وليلةُ الأحد ْ
إذا تتابعا فمع ضر الجسدْ

يُذهبُ بالقوة كلِّها ولا
تعود أربعين يوما ً كملا

العشاء من الوجبات الغذائية الضرورية للجسم ولو كان قليلا ً وبمقدار كعكة ،، فإن ترك العشاء لأي سبب كان ، كالرجيم مثلا ً فإنه خراب ومفسدى للبدن ، لا سيما إذا كان رجلا ً كبيرا ً ، وكذلك ترك العشاء ليلتي السبت والأحد متتابعتين فإن الجسم يفقد قوة وطاقة و لا ترجع إليه أربعين يوما ً ،
فقد أتانا عن أهل البيت عليهم السلام ما يؤكد ذلك :

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : (( عشاء الأنبياء بعد العتمة فلا تدعوا (تتركوا) العشاء فإن ترك العشاء خراب للبدن )).

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : (( لا ينبغي للشيخ الكبير أن ينام إلا وجوفه ممتلئ من الطعام فإنه أهدأ لنومة وأطيب لنكهته )).

وعنه عليه السلام قال : (( لا تدع العشاء ولو بثلاث لقم بملح )).

قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : (( من ترك العشاء ليلة السبت وليلة الأحد متتواليتين ذهب عنه ما لا يرجع إليه أربعين يوما ً ))

وقال الإمام الصادق عليه السلام : (( من ترك العشاء ليلة مات عرق في جسده ولا يحيا أبدا ً )).

قال أبو الحسن الرضا عليه السلام : (( لا تدع العشاء ولو بكعكة فإن فيه قوة الجسد ولا أعلمه إلا قال وصلاح للزواج بل للجماع )).

(( ... وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بالعشاء ولو بكف من تمر ويقول ترك العشاء مَهْرَمَة )).

و خلاصة القول :
إن على الإنسان أن لا ينام دون عشاء وذلك لضرورته ولا يشترط أن يكون دسما ً أو كثيرا ً ، وإنما يتناول شيئا ً معتدلا ً و لا يرهق الجهاز الهمضي أو يسبب الأرق .
ونرى ذلك في يومنا هذا شائعا ً فهناك الكثير من الناس وخاصة أيام الصيف لا يتناولون وجبات كبيرة وإنما يقتصرون على الفاكهة أو التمر أو اللبن أو قطع من الحلوى ..

اللهم صل على محمد وآله الأطهار

نفخ الطعام

وليترك النفخ و لا يُنظَرْ إلى
أكل ِ رفيق معه قد أكلا

و لا يقرب رأسَه إليه
وليتجنّبْ نفضَه يديهِ

من الأمور التي نهى عنها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم هي نفخ الطعام كي يبرد لأن ذلك يذهب بالبركة فالمفروض أن يترك الطعام الحار حتى يبرد ، ومن آداب المائدة إذا أكل الرجل مع الآخرين يفضل ويستحسن ألا ينظر إليهم و لا إلى أكلهم وكبقية الأكل .
وقد ورد عنأهل البيت عليهم السلام ما يؤيد ذلك .

(( .. وأُتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطعام فوضع يده فيه فإذا هو حار فقال : دعوه حتى يبرد إنه أعظم بركة وإن الله لم يطعمنا من النار )).

(( .. عن الصادق عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن أربع نفخات في موضع السجود وفي الرقاد وفي الطعام و الشراب )).

(( ونهى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن ينفخ في طعام أو شراب )).

وكان صلى الله عليه وآله وسلم لا يأكل الحار حتى يبرد ويقول : (( إن الله لا يطعمنا نارا ً ، إن الطعام الحار غير ذي بركة فأبردوه )).
و قال صلى الله عليه وآله وسلم : (( النفخ في الطعام يذهب بالبركة )).

عن علي عليه السلام قال : (( أقرّوا الحار حتى يبرد ويمكن فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قُرِّب إليه طعام حار فقال : أقرّوه حتى يبرد ويمكن ما كان ليطعمنا النار . والبركة في البارد والحار غير ذي بركة )).
(( لا ينفخ الرجل في موضع سجوده و لا ينفخ في طعامه و لا في شرابه )).

ومن آداب المائدة قلة النظر في وجوه الجالسين .

.. عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن الحسن بن علي عليه السلام قال : (( في المائدة اثنتا عشرة خصلة .. وأما التأدب فالأكل مما يليك .. وقلة النظر في وجوه الناس )). ويقصد بالناس : الجالسون على المائدة .

أما البيت الثاني : فالضمير في (( إليه )) يعود للرفيق .

يقول : ومن آداب المائدة أن لا يقرب الإنسان رأسه من أخيه الإنسان الآخر الجالس معه على الطعام وأن يأكل بهدوء ومما يليه ، وإذا انتهى من الطعام لا ينفض ما تجمع في يديه من الطعام وذلك احتراما ً للطعام وللمائدة وللجالسين ، ويستحب لعق اليد ولطعها ثم غسلها .

يقول صاحب الكتاب :
إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الأكل الحار وقال إنه غير ذي بركة : يقصد به أن الإنسان لا يهنأ بأكل الحار وكذلك لحماية وحفاظ الفم من الأذى وكذلك أعضاء الجهاز الهضمي ، فالأسباب هي صحية والله أعلم.