وانظر أخي أختي القارئة إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي جاءت لتجلي لنا بعض معالم الطريق نحو الاتصال الفعال فهو القائل صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) [ متفق عليه، رواه البخاري ].
(وهذا الحديث أيضًا يشمل قاعدة رئيسة في فن الاتصال الفعال، فإما أن تتحدث بالخير مع الناس وإما أن تسكت ) [سحر الاتصال، ص(7)].
ويقول صلى الله عليه وسلم: ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ ) [رواه الترمذي، وصححه الألباني، صحيح سنن الترمذي، (1977)].
وفي حديث معاذ في آخره: ( كف عليك هذا ) فقلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ( ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجهوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟ ) [رواه الترمذي، وصححه الألباني، صحيح سنن الترمذي، (2616)].
وقال صلى الله عليه وسلم: ( والكلمة الطيبة صدقة ) [متفق عليه] .
وفي خطورة الكلمة يقول صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقى بها بالًا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم ) [رواه البخاري، (6478)].
القول الأحسن من العشرة بالمعروف:تبادل القول الأحسن بين الزوجين من أركان العشرة بالمعروف ( والنبي صلى الله عليه وسلم جعل من حقوق الزوجة على زوجها ألا يقبحها، وجعل من صفات المرأة المسلمة ( الودود ).. والتي إذا غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا اكتحل بغمض حتى ترضى، وقد استنبط أحد الكتاب معنى جميلًا من قوله تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ} [الأحزاب: 32] بعد أن بين نهي الله تعالى للنساء عن استخدام النبرة اللينة مع الرجال الأجانب). [بالمعروف حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا، د. أكرم رضا، ص(119-120)].قال: ( وإذا كان لحديث المرأة وصوتها هذا التأثير وهذا السحر، فينبغي للزوجة أن توجه ذلك لزوجها حتى تسارع للوصول إلى شفاء قلبه ) [تحفه العروس، الزواج الأسلامي السعيد، أحمد مهدي الاستامبولي، ص(128)].
طلقها وهو يمزح:ومن الكلام بين الزوجين ما يوجب الفرقة أو الكفارة، ولذلك وجب أن يحافظ المسلم على كلماته مع زوجته، ومن أمثلة ذلك طلاق الهازل: ( ولا يصح أن يهزل الرجل في موضوع الطلاق باللسان، لأنه لا يشترط جمهور الفقهاء النية في الطلاق، فيروا أن طلاق الهازل يقع، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة ) و الرجعة هي الرجوع في الطلاق [رواه أبو داود، وحسنه الألباني، صحيح سنن أبي داود، (1184)] [بالمعروف، د. أكرم رضا، ص(122)].
ماذا بعد الكلام؟
1- الاتصال هو عملية تبادل للمعاني بين شخصين، فتخير عزيزي القارئ كلماتك التي ترسلها للآخر، حيث أنها رسول إلى شريك حياتك، فانظر ما يحمله الرسول.
2- الكلمة الطيبة صدقة، وما أيسرها وأعظمها من صدقة.
3- تدرب على قول الخير وإما أن تصمت.
4- تدرب على الحديث مع شريك حياتك لمزيد من الفهم والارتباط والتواصل.
5- قل التي هي أحسن، ولا يكن شريك حياتك أشقى الناس بك، بل امنحه الشعور المشبع بحسن العشرة ولين الكلام.